يعد الأشخاص من ذوي الإعاقة أعضاء في المجتمع لهم الحق في نيل الدعم الذي يحتاجونه في مجالات التعليم والصحة والتوظيف والثقافة والخدمات الاجتماعية
وكل الأطفال يمكن تعليمهم بما فيهم الأطفال من ذوي الإعاقة يمكن أن نصل في تعليمهم وتدريبهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم، لكن المواد الثقافية والأدبية التي تعد وتقدم لهم تحتاج إلى تعديل في طريقة استخدامها لتلائم بعض حالات الإعاقة التي تتطلب طرقا مختلفة للاتصال، ومن الضروري الحرص على وصول جميع أشكال الثقافة والمواد المقروءة إلى هذه الفئة من الأطفال في أماكن وجودهم، فالطفل الكفيف يعتبر طفلاً معاقاً بالنسبة للكتب المطبوعة وليس كذلك للكتاب المعد بطريقة برايل، والطفل الذي لديه مشكلة في القراءة يعتبر معاقاً بالنسبة للكتب المطبوعة بالطريقة التقليدية، ولكنه يصبح قارئاً جيداً للكتب المعدلة المطبوعة بطريقة تناسبه مثل استخدام حروف حجمها كبير. والطفل المعاق ذهنياً يمكنه استخدام الكتاب البسيط في مضمونه والمناسب لعمره العقلي وليس الزمني
هناك أطفال تكون لديهم إعاقات ذهنية أو حسية أو جسمانية أو إعاقة في مظاهر النمو المختلفة أو صعوبات في التعلم أو مشكلات في التخاطب أو اضطرابات انفعالية، وهؤلاء يحتاجون إلى توافر المواد الثقافية بأشكال مختلفة
“أنواع الكتب التي تناسب أنواع الإعاقات”
الكتب والقصص المصورة بدون كلمات تناسب من لديه إعاقة لغوية
الكتب التي تعتمد على رسوم لمن يعانون من إعاقة سمعية
الكتب المعتمدة على اللمس والمكتوبة بطريقة برايل لفاقدي البصر
الطفل ذو الإعاقة يستمتع عقلياً بالقصة مثله مثل أي طفل آخر، ويعتبر وقت القصة من الأوقات المحببة له.. ويحتاج أن نروي له القصة نفسها التي نقرؤها بها لزميله غير المعاق في نفس عمره العقلي ولكن بأسلوب يوضح معانيها.
ويراعى أن تكون هذه الكتب مشوقة ذات ألوان زاهية وصور واضحة تخاطب جميع حواس الطفل لتوضيح معانيها.
ومن الوسائل التي يتم استخدامها لرواية القصة بطريقة شيقة وبسيطة:
استخدام العرائس والأغاني والصور وابتكار نشاط فني مستوحي من القصة (رسم ـ أشغال)، كما يجب العمل على تطوير المهارات اللغوية للطفل من خلال الكتاب والعرائس والكمبيوتر.
والمادة التي يراها طفل من ذوي الإعاقة معروضة أمامه بأشكال مصورة يمكنها أن تنشط لديه طاقة الخيال. كما أن جذب اهتمام الطفل والاقتراب منه بمودة وكسبه كصديق والاعتراف به كشخص له أهمية يزيد من رغبته في التلقي وبهذا نجعل للعنصر الوجداني لدى الطفل بعداً فعالاً وايجابياً في النهاية باتباع سياسة الدمج للأشخاص من ذوي الإعاقة منذ بداية حياتهم وذلك بهدف تنمية قدراتهم بما يتيح لهم فرصاً أكبر للتكيف مع إعاقتهم.
“الخصائص التي تتعلق بأدب الأطفال ذوي الإعاقة”
التقليد والتمثيل: فالطفل يحب أن يمثل ويلعب أدواراً اجتماعية، فهو يقلد أباه وجده، والفتاة الصغيرة تقلد أمها، وهذا الميل للتمثيل هو صفة يجب أن يستغلها المعلم أو المعلمة في الأنشطة الصفية.
التعميم: وهو مهارة عقلية يمتاز بها الطفل، فهو يعمم خبراته سواء كانت إيجابية أم سلبية، مثال الخبرة الإيجابية (كتاب سردت منه القصة أو أنشدت أنشودة فإن كل الكتب تصبح عنده مصدر متعة وخبرة محببة) وسوف يحاول في مرات مختلفة من تلقاء نفسه أن يبحث عن هذه المتعة في كل الكتب وخلال كل المراحل التعليمية في المستقبل.
الخيال: ويثير النشاط عند معظم الأطفال، لهذا يجب الاستفادة من هذه الخاصية في إشباع خيالهم وإثرائه من خلال البيئة المحيطة بهم المعززة بنشاطات تنشط وتثير وتوجه الخيال عندهم.
الانفعالات والمشاعر الداخلية: يلعب الأدب بجميع أشكاله (التمثيل والقصة والرسم) دوراً في تنفيس انفعالات الطفل، فهو يسقط مشاعره وأحاسيسه الذاتية أثناء النشاطات المختلفة.
“مجالات أدب الأطفال ذوي الإعاقة”
القصة:
إن الأطفال يميلون بفطرتهم إلى القصة، فهي أسلوب ناجح يحقق الكثير من الأغراض التعليمية والتربوية وذلك لأنها من أحب البرامج وأكثرها جذباً للطفل وإمتاعاً له، بجانب أنها تسهم بطريقة فاعلة في نموه وتربيته وتوجيهه، فمنذ طفولته يقبل الطفل على فهم القصة ويحرص على سماعها ويهيم بحوادثها وتخيل شخصياتها، وتوقع ما يحدث من هذه الشخصيات.
أهميتها:
تكمن أهمية القصة للأطفال في أنها تعتبر وسيلة لإشباع حب الطفل ورغبته في المعرفة حيث يفترض فيها الجديد من الأفكار والأحداث والمواقف وصور الحياة اليومية، وتعمل القصة كمصدر لإثارة انتباه الطفل وتشويقه لما فيها من تعدد شخصيات وترقب للأحداث وتسلسلها.
أهدافها التربوية:
التسلية والمتعة والراحة النفسية التي تنتج عن موضوع القصة.
تدريب الأطفال من ذوي الإعاقة على مهارات التواصل وتنمية مهارة الإصغاء والحديث عند الأطفال.
التنمية العقلية في تعلم تسلسل الأحداث المنطقي ومعرفة حقائق الأشياء وإكساب الأطفال مفاهيم وقيماً اجتماعية جديدة.
تنشيط الخيال والتصور عند الأطفال، كما تساعد القصص على التمثيل وإطلاق المشاعر والأحاسيس على سجيتها.
الاسترخاء والراحة الجسمية في طريقة الجلوس.
تنمية الطفل ذي الإعاقة لغوياً من خلال تدريبه على التعبير عن ذاته، وتنمية قاموسه اللغوي.
تدريب الطفل على الحوار الديمقراطي، واحترام الرأي والرأي الآخر.
تنمية القدرات الإبداعية لدى الطفل من خلال المشاركة في رواية القصة.
فهم الطفل للآداب المختلفة، مما يكسب الأطفال كثيراً من القيم الذاتية التي يتعرفون إليها من خلال سماعهم للقصص والحكايات المروية.
إيجاد ألفة بين الطفل والأدب بوجه عام.
معالجة مشكلاته الاجتماعية والنفسية من خلال ما تطرحه القصة من مشاكل.
شروط اختيارها:
مواصفات موضوعية:
مناسبة القصة للمرحلة العمرية والناحية اللغوية للطفل.
أن تثير خيال الطفل وتساعده على الانطلاق في عالمه.
أن تنتهي القصة نهاية سعيدة عادلة.
أن يكون الموضوع مستمداً من البيئة المألوفة.
أن يكون في موضوع الكتاب فكرة أساسية واضحة ذات هدف ومعنى ممتع.
توفر الحركة والحوار في موضوع القصة.
توفر شخصية بارزة في القصة وشخصيات قليلة العدد ليركز الطفل على هذه الشخصيات مع قلة الأحداث.
أن تكون الشخصيات مألوفة لعالم الطفل بحيث يتعايش مع أشباهها في عالمه وواقعه.
توفير عنصر مفاجأة بسيطة يثير الأطفال ويشوقهم.
مواصفات شكلية:
الصور واضحة مكتملة ذات ألوان جميلة.
المتانة في الغلاف والأوراق الداخلية.
صورة الغلاف الملونة الواضحة لتعطي الطفل فكرة واضحة عن الموضوع الذي تعرضه القصة.
حجم الكتاب ليشجع الأطفال على حمله وسهولة تقليب صفحاته حيث أن أفضل حجم للأطفال هو الحجم الوسط.
الأحرف والكلمات وطريقة طباعتها الجيدة الواضحة مع ملاحظة قلة الكلمات وكثرة الرسوم.
شروط سرد القصة:
حب القصة التي ستقرأ للأطفال لتعكس المعلمة أو المعلم هذا الحب وهذه المتعة أثناء السرد.
المعرفة المسبقة بالقصة وموضوعها وكلماتها ورسومها المناسبة.
الجلسة المريحة في الركن المخصص لقراءة القصة وأفضل جلسة هي نصف دائرة بحيث تتيح هذه الجلسة لجميع الأطفال رؤية الصور عندما تعرضها المعلمة عليهم، ويفضل أن تضع المعلمة الطفل المتحرك والقلق إلى جانبها لتشعره بوجودها كأن تضع يدها على كتفه أو تمسح على شعره بين فترة وأخرى.
أن تعرض القصة في مستوى نظر الأطفال بروية مع إعطاء جميع الأطفال فرصة مشاهدة الصور.
على المعلمة أن تحاول جذب انتباه الأطفال وتشويقهم للقصة، فالدعوة للاستماع إلى القصة يجب أن تكون بطريقة مغرية، وينبغي إعطاؤهم فرصة كافية لإنهاء ما بأيديهم قبل الانتقال إلى زاوية القصة حتى لا ينشغل فكر ونظر الطفل بنشاطه السابق.
ضرورة استخدام بعض الوسائل المعينة في القصة كالألعاب القماشية والوبرية وبعض الرسومات التوضيحية.
النظر للأطفال باهتمام واستعمال طبقات الصوت وحركة اليدين كعناصر تشويقية وتفسير وتمثيل مواقف القصة.
استعمال كلمات الكتاب الفصحى مع استبدال الكلمات غير المألوفة بكلمات سهلة وواضحة.
مراعاة مدة التركيز عند الأطفال، ولهذا يجب ألا تتجاوز مدة سرد القصة من 7 إلى 12 دقيقة.
مشاركة الأطفال أثناء سرد القصة لجلب انتباههم كأن يقلدوا أصوات الحيوانات أو السيارات…
تطبيق وتنفيذ القصة بأنشطة مختلفة مثل الرسم ــ التمثيل ــ المعجون… وإعادة سرد القصة والإجابة عن أسئلة المعلمة حولها.
تجنب المقدمة الطويلة قبل سرد القصة حتى لا يضيع حماس الأطفال وشوقهم لها.
إثارة أسئلة بسيطة واضحة ومحددة حول موضوع القصة، مع ضرورة الإجابة عن أسئلة الأطفال باختصار ووضوح كما وردت في القصة.
أنواع القصص التي يمكن ان تقدم للأطفال من ذوي الإعاقة:
قصص واقعية (قصص البطولة والمغامرات ــ القصص الفكاهية ــ التاريخية ــ العلمية ــ القصص الدينية).
قصص خيالية (قصص الحيوانات ــ قصص الخوارق).
اساليب سرد القصة للأطفال من ذوي الإعاقة:
سرد نص القصة مباشرة من كتاب: ويفضل أن تتم القراءة من كتاب كبير مزدان بالرسومات الملونة الواضحة.
الرواية الشفوية للقصة دون كتاب: وتنمي هذه الطريقة عند الأطفال القدرة على التركيز في الاستماع والإصغاء الجيد دون مساعدة الصور، وعلى المعلمة أن تحاول تقليد الأصوات وتمثيل الشخصيات والتنويع في نبرات الصوت لأن فهم الأطفال يتوقف على قدرتها في ذلك.
سرد القصة باستخدام الخيوط: تعتبر الخيوط واحدة من الوسائل القديمة التي استخدمها الإنسان للمعرفة قبل الكتابة، ويجب أن تكتسب الخيوط اسماً رمزياً، كما قد ترتبط الخيوط بأشكال النجوم والنباتات والأشياء الطبيعية. وعند استخدام الخيوط يجب أن يتم استخدام الأطوال المناسبة والخيوط ذات الألوان المختلفة لتمييز الشخصيات بسهولة.
سرد القصة باستخدام الأصابع: وهي طريقة تجعل الطفل يشارك باللعب بالأصابع في تشكيل يعبر عن مضمون القصة المروية خاصة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين وثلاث سنوات. وعادة ما يكون النص منغماً ذا إيقاع بسيط يساعد على تثبيت الألفاظ في ذاكرة الطفل.
توزيع أدوار شخصياتها: تسرد القصة، وتوزع أدوارها على الأطفال، ويقوم الأطفال بإعادة روايتها حسب تسلسل الأحداث في القصة.
سرد القصة باستخدام العرائس والمجسمات: وهي طريقة تستخدم فيها العرائس أو الدمى المصنوعة من القماش أو الخامات الفنية المختلفة، وتعبر عن شخصيات الحكاية المروية وهناك النماذج الجاهزة الصنع من البلاستيك للحيوانات أو الأشخاص التي يمكن استخدامها.
سرد القصة باستخدام الآلات الموسيقية: يمكن استخدام الآلات الموسيقية عند سرد القصة أو الموسيقى المسجلة لإضفاء متعة وإبهار لشكل السرد.
أسلوب الخيال والظل: وهي عبارة عن صندوق وعدد من الشخصيات التي يسلط عليها الضوء فتكبر وتعكس ظلاً معيناً ويمكن استخدام اليد بتكوين الشخصيات، إن هذه الطريقة محببة للأطفال وخاصة عند تحريك الشخصيات.
استخدام الوسائل التعليمية الحديثة:
اللوحة الوبرية: وتتم بتجهيز عدد من الصور المعبرة عن شخصيات القصة ولصقها حسب تسلسل القصة على اللوحة بعد تجهيزها بخلفية تناسب أحداث القصة. وهذا الأسلوب يساعد المبتدئين في سرد القصة على اكتساب مزيد من الثقة والأمان أثناء سردها، ويبعد عنهم الإحساس بالخوف من نسيان جزء من القصة أو عدم انتباه الأطفال لهم.
ألبوم الصور: وتستخدم مجموعة متعاقبة من الصور تجمع في تسلسل يرتبط بتسلسل أحداث القصة. ويمكن رسم الصور باليد أو التقاط صور حقيقية تعبر عن أحداث القصة.
رسم القصة على مجموعة من اللوحات التي تجمع على شكل شريط كبير، يدور حول محور بشكل أسطوانة يمكن طيها وفردها ليتسنى عرض المشاهد المتعاقبة لأحداث القصة. يتم وضع شريط الصور بعد تثبيت طرفيه بمحورين داخل صندوق من الكرتون له فتحة أمام الأطفال ليشبه التلفزيون وبإدارة أحد المحاور يتم فرد الصور وعرضها أثناء سرد القصة.
الرسم أثناء سرد القصة: تقوم المعلمة برسم القصة أثناء سردها أو بدعوة رسام متمرس في يوم مفتوح للأطفال لرسم القصة أثناء سردها. مثل هذا النشاط الإبداعي المثير يدفع الأطفال لمحاكاة ورسم أشكال بسيطة أثناء فترة الرسم الحر.
أجهزة العرض الضوئية (الداتا شو) (البروجكتر) حيث تقوم المعلمة بتجهيز أحداث القصة وعرضها باستخدام هذه الأجهزة.
استخدام كتب التلوين: وذلك بتجميع صور من الكتب الخاصة بالتلوين وتأليف قصة تناسب تلك الصور، ثم القيام بتلوين القصة وإخراجها
تقرير: وفاء ألاجة